المعالجة التقويمية
الدِّراسةُ الأوَّلية للحالَة
كأوَّل خطوةٍ من خطوات المعالجة التقويمية، يُُجرَى تقييمٌ لحالة المريض الرَّاهنة والنَّتائِج المحتَملة لها. ويتطلَّب ذلك إجراءَ صور شعاعية وتَحضير قوالِب للأسنان بعد أخذ طبعةٍ لها عادة.
بعدَ الانتهاء من إجراء الدراسة الأوَّلية، يصبح الطبيبُ قادراً على تزويد المريض بمزيد من المعلومات حولَ المعالجة الذي تتطلَّبها حالتُه والنتائج المتوقَّعة له.
أجهزةُ التَّقويم
- هناك أربعةُ تَصاميم رئيسيَّة للأجهزة المستخدَمة في تقويم الأسنان، وهي:
الأجهزةُ المتحرِّكة: هي صَفائح بلاستيكيَّة تُغطِّي قبَّةَ الحنك، ويبرز منها مَشابِك clips تحيط ببعض الأسنان. ويستطيع المريضُ إخراجَ الجهاز من فمه لتنظيفه أو غير ذلك. - الأجهزة الوظيفيَّة: هي زوجٌ من الأجهزة البلاستيكيَّة المتحرِّكة التي يمكن أن تكون متصلة ببعضها بعضاً أو تكون مصمَّمة بحيث يتكامل أداؤها مع بعضها البعض، ويجري تثبيتُها على الأسنان العلويَّة والسفلية.
- الأجهزة الثَّابتة: أجهزةٌ غير متحرِّكة يجري تثبيتُها على كلِّ سن بواسطة حاصرة أو سِناد bracket معدنِي أو خزفي.
- الكابِحُ الذقنِي headgear: وهو ليس جهازاً تقويمياً بحدِّ ذاته، ولكنَّه يُستخدَم مع أجهزة تقويمية أخرى لتطبيق ضغط مُحدَّد القوَّة والاتجاه على بعض أجزاء الوجه.
أجهزةُ التَّثبيت
بعد الانتهاء من المعالجة التقويمية غالباً، وذلك بهدف تثبيت الوَضع الجديد للأسنان ومنعها من العودة إلى وضعها السَّابق قبل المعالجة، ريثما تتأقلم اللثةُ والعظام مع هذا الوضع الجديد. ويمكن أن تكونَ أجهزةُ التثبيت متحرِّكة أو ثابتة.
مَخاطِرُ المعالجة التَّقويميَّة
كما هي الحالُ في معظم الإجراءات العِلاجية الأخرى، فإنَّ المعالجةَ التَّقويميَّة تنطوي على بعض المخاطر، ويكون السبيلُ الأنجع لتجنُّب تلك المُضاعفات باتِّباع أعلى معايير العناية الفموية والتطبيق الدَّقيق لتعلميات الطبيب.
تغطِّي السنَّ طبقةٌ صلبة تُسمَّى الميناء enamel؛ ومن المُضاعفات الشَّائعة في سياق المعالجة التقويمية إصابةُ ميناء سنٍّ أو أكثر بالنخر السنِّي، وقد يحصل ذلك بتأثير عدَّة عوامل. تُحرِّض الأجهزةُ التقويمية الغددَ اللعابية على إفراز اللعاب، والذي يساهم مع بقايا الفضلات الطعامية والجراثيم في تَشكيل ما يُعرَف باللويحة الجرثوميَّة plaque التي تسبِّب نخرَ الأسنان. وبالإضافة لذلك، فإنَّ الكثيرَ من المرضى يجدون صعوبةً في تنظيف أسنانهم خلال تطبيق الأجهزة التقويمية. في الحالات الأشدِّ من النخر السنِّي، قد يَتهدَّم جزءٌ من بنية السنِّ، ويتعرَّض اللبُّ السني للعدوى، ممَّا قد يسبِّب آلاماً مبرِّحة للمريض.
التَّقليل من الآثار السَّلبية للمعالجة التقويمية
لتجنُّب حدوث النخرِ السنِّي، قد ينصح الطبيبُ باستخدام معجون أسنان ذي تركيزٍ عالٍ للفلوريد أو غسول فموي فلوريدي. كما يجب تَجنُّبُ تناول الأطعمة والمشروبات الغنيَّة بالكربوهيدرات أو النشويَّات، لأنَّها تُحرِّض نُموَّ الجراثيم في الفم، مثل المشروبات الغازية والشُّوكولاته والحلويَّات ورَقائق البطاطا والبسكويت والخبز الأبيض … إلخ.
تقويم الأسنان
كلمةُ Orthodontics كلمةٌ إغريقيَّة تعني تقويمَ الأسنان؛ وتُشير في المصطلحات الطبِّية الحاليَّة إلى المعالجة التي تَهدف إلى تحسين اصطفاف الأسنان المتراكبة أو المتوضِّعة بصورة شاذَّة، وتحسين وظيفتها ومظهرها الجمالِي.تَستخدِم المعالجةُ التَّقويمية الوسائلَ الميكانيكية، ولفترة مُحدَّدة من الزمن (تتراوح ما بين بضعة أشهر إلى عدَّة سنوات) لتصحيح توضُّع الأسنان.
أهمية تقويم الأسنان
الهدفُ الرَّئيسي من تقويم الأسنان هو تَحسين النَّاحية الوظيفية والتجميلية للأسنان المتراكبة، أو التي تعانِي من سوء ارتصاف. وقد يكون سوءُ ارتصاف الأسنان من منشأ وراثي أحياناً.ولكن، في الكثير من الحالات، لا يكون لسوء الارتصاف السنِّي سببٌ واضح، وقد ينجم عن عادة فموية سيِّئة أحياناً، مثل مصِّ الإبهام، أو عن حوادث ارتطام أو سقوط.لا تتطلَّب مَشاكِلُ انحراف البزوغ أو سوء الارتصاف عند الأطفال تدخلاً علاجياً فورياً عادةً. يحتاجُ معظمُ الأطفال المصابون بشقوق الشفة وقبَّة الحنك إلى المعالجة التقويمية لتصحيح مظهر ووظيفة الأسنان والفكَّين لديهم.
دَواعي التَّقويم
قد لا تَبزغ أسنانُ الأطفال بصورةٍ صحيحة، وتُسمَّى هذه الحالةُ اصطلاحاً بسوء الإطباق malocclusion.قد لا يكون سببُ سوء الإطباق واضِحاً في بعض الحالات، في حين أنَّه ينجم عن عادات أو سُلوكيَّات معيَّنة في حالات أخرى، مثل عادة مصِّ الإبهام أو التنفُّس الفموي، كما قد ينجم عن الحوادث أوالأذيَّات التي تصيب الأسنانَ أو عظام الوجه.تكون العَديدُ من حالات سوء الإطباق بسيطةً ولا داعي للقلق بشأنها، ولكن إذا لم يُصحَّح الخللُ الإطباقي من تلقاء نفسه مع تتابع بزوغ الأسنان وبلوغ الطفل سنِّ المراهقة، فقد يؤثِّر
ذلك الخللُ في الوظيفة الإطباقية للأسنان وفي الشكل الجمالِي لها وللوجه عموماً، بالإضافة إلى مشاكل نفسيَّة مثل فقدان الثقة بالنفس والقلق والاكتئاب.يمكن أن تؤثِّر الحالاتُ الأشد من سوء الإطباق في وظائف الأسنان والفم والفكَّين؛ فعلى سبيل المثال، قد يؤدِّي سوءُ الإطباق إلى إعاقة تناول الطعام وصُعوبة تفريش الأسنان، كما قد يزيد من احتمال تأذِّيها بمختلف الأشكال.يعدُّ سوءُ الإطباق حالةً شائعة أكثر ممَّا يتصوَّر الكثيرون، فقد وَجدت إحدى الدراسات البريطانية، على سبيل المثال، أنَّ ثلثَ الأطفال الذين هم بعمر الثانية عشر يحتاجون إلى شكل من أشكال المعالجة التقويمية.
اعتبارات العمر والصحة الفموية
العمر المناسب للمعالجة التقويمية
يتمُّ البدءُ بإجراء العلاج التَّقويمي بعدَ اكتمال بزوغ الأسنان الدائمة غالباً.تبدأ المعالجةُ التقويمية بسن 12 أو 13 سنة لدى معظم الأطفال؛ وقد لا تظهر المشاكل التقويمية لدى بعض الأطفال إلاَّ في عمر الخامسة عشر.قد يحتاج الطفلُ في بعض الأحيان إلى المعالجة التَّقويمية قبلَ اكتمال بزوغ أسنانه الدائمة، كما قد يكون ذلك بسبب وجود حالاتٍ يمكن أن تؤثِّر في نُموِّ الجمجمة أو الفكَّين أو الأسنان، مثل شقوق الشفة وقبَّة الحنك.ولكن، يمكن البدءُ بالمعالجة التقويمية لدى البالغين في أيِّ عمر.
التَّقويم لدى البالغين
على الرغم من أنَّ الأطفال والمراهقين هم من يَخضعون للمعالجة التَّقويمية غالباً، لكنَّ هناك عدداً متزايداً من البالغين الذين يطلبون هذه المعالجة، وذلك بهدف تصحيح شذوذات تغافلوا عنها في الماضي أو لتحسين الوظيفة الإطباقية والجمالية للأسنان.إنَّ المبادئَ والأسس المتَّبعة في مُعالجة الأطفال هي نفسها المبادئ المتَّبعة في مُعالجة البالغين، مع أنَّ التكلفة قد تكون أعلى عندَ البالغين، وخاصَّة عند الحاجة إلى إجراءات علاجية أعقد.وهناك سببٌ آخر يدفع البالغين لطلب العلاج التقويمي، وهو الإصابةُ بحالة تُسمَّى توقُّف التنفُّس في أثناء النوم، حيث تنجم هذه الحالة عن ارتِخاء العضلات والنُّسُج الرخوة في مؤخَّرة الحلق باتجاه الدَّاخل، مِمَّا يُسبِّب صعوبةً في التنفُّس واضطراباً في النوم يؤدِّيان إلى إرهاق المريض خلال النهار.يستفيد المرضى المصابون بحالات متوسِّطة الشدَّة من هذا الاضطراب من الجهاز المسمَّى جبيرةَ إعادة التموضُع الفكِّية (السُّفلية) mandibular repositioning splint (MRS)، والتي تكون مصمَّمةً لمنع النُّسج في مؤخِّرة الحلق من التضيُّق.
الصحَّةُ الفموية
لا يبدأ طبيبُ تقويم الأسنان بالمعالجة التقويمية قبل أن يحقِّقَ المريض مستوىً معيَّناً من الصحَّة الفموية الجيِّدة.يسبِّب استخدامُ الأجهزة التقويمية انحشارَ الفضلات الطعامية، ويعيق تفريشَ الأسنان بصورة مُرضِية، ممَّا يزيد من خطر الإصابة بالنُّخور السنية؛ فإذا كانت العنايةُ بالفَم لدى المريض سيِّئة، مع وجود نخور سنِّية لديه، فقد تؤدِّي المعالجة التقويمية إلى تفاقم سوء صحَّة فمه.كما تساعد العنايةُ الفموية المستمرَّة في أثناء المعالجة التقويمية إلى منع حُدوث النخر السنِّي.